ملّخص كأس العرب: الى أين نحن ذاهبون؟

بطولة كبيرة أُخرى، وخيبة أمل أخرى لفلسطين. يمكن أن نلّخص السبعة سنوات الماضية، كما قال تشارلز ديكنز مّرة ” كانت أفضّل المرات، وكانت أسوأها”. 

تطّورت كرة القدم الفلسطينيّة وتحسنّت منذ انضمامها الى الفيفا بشكلٍ رسميّ عام 1998، وكانت هناك صعود وهبوط في أداء فلسطين في سنواتها العشر الأولى حتى وصلت القاع بانهيارٍ عام 2009، حيث غابت عن كأس أمم آسيا 2011 في الوقت الذي هبط تصنيفها حسب الفيفا الى المرتبة 180، بعد أن فشلت في التأهل الى تصفيات كأس التحدي الآسيويّ عام 2010 بسبب تعادلها مع نيبال وقرغيزستان. 

سببّ هذا الحدث -وليس الخسارة بـأربعة أهداف لصفر أمام سنغافورة في تصفيات كأس العالم قبلها بسنتين- وصول فلسطين الى الحضيض. الأمر الذي دفع اتحاد الكرة الى العمل، حيث كان الرجل المسؤول عن المنتخب الوطنيّ حينها عزّت حمزة، الذي كان يتلقّى راتبه من الاتحاد الأردنيّ لكرة القدم. 

هذه الحادثة أدّت الى تعيين موسى بزّاز -الذي كان ناجحاً ولكن لم يؤثر كثيراً- ولكّنه جلب إحساساً بالاحترافيّة والاستقرار للمنتخب. ضربت سلسلة من الهزائم المتتالية للمنتخب بعد فوز فلسطين على كمبوديا بأربعة أهداف لِلا شيء في أبريل/ نيسان 2006 ثم استمّرت بعدها لـ15مباراةً في 3 سنواتٍ و4 أشهر، عندما تعيّن بزاز في يونيو/ تموز 2009، واستّمرت معه لـ7 مباريات أخرى في سنة و8 أشهر، حتى انتهت هذه السلسلة بفوزٍ على بنغلاديش في تصفيات كأس التحدي الآسيويّ عام 2012 وأدّى بذلك الى تأهل فلسطين لاحقاً. 

كاد بزاز أن يتخطى الجولتين الأوليين من التصفيات وينتقل الى دور المجموعات لكن المنتخب فشل أمام تايلاند.

سّرح الاتحاد الفلسطينيّ لكرة القدم الجزائيّ- الفرنسيّ من منصبه دون خطّة بديلة، استلم بعده مدربيْن مؤقتين (أحدهما كان الشاب عبد الناصر بركات) الذيّ أدى بالمنتخب الى الهلاك خلال الخسارة في مبارياتٍ وديّة، الأولى ضد أندونسيا بـهدفٍ لأربعة والثانية أمام إيران بصفرٍ لسبعة. 

هذه النتائج، دقّت ناقوس الخطر من جديد، فعُيّن جمال محمود الذي ساهم في تغّير ترتيب الفريق من المركز 164 الى 88 خلال الثلاث سنوات التي درّب بها المنتخب. 

انتشر الخلاف المشهور الذي وقع بين جمال والاتحاد الفلسطينيّ، على إثره قدّم المنتخب مستوياتٍ مروعّة بقيادة مدرّب قليل الخبرة -احمد الحسن- في كأس أمم آسيا عام 2015.

وجد المنتخب نفسه بعد الكارثة عندما تمّكن من الفوز بـ10 مبارياتٍ متتالية توّجت بفوزهم في جميع مبارياتهم عام 2017 وتوقّفت السلسلة بعد نيرانٍ صديقة من الاتحاد الفلسطينيّ.

أهدر مدرب قليل الخبرة جيلًا ذهبيًا من المواهب في كأس أمم آسيا 2019 وظل ينسف فرصه في الوصول إلى الدور الثالث من تصفيات كأس العالم.

لا يمكن لمدرّب أن ينجح في هذه البيئة

اعترى الكثير من مشجعي فلسطين الغضب بسبب كأس العرب 2021 الذي وجِّه للمدرب وبعض اللاعبين. سوف نوضّح بعض الانتقادات ولكّننا يجب أن نوضّح بعض الأشياء. لا يمكن لأي مدرب أن ينجح بدون دعم من الاتحاد، يكون هذا الدعم عبر زيادات في الرواتب أو المكافئات الماليّة، تُدفع في وقتها، وليس فقط للمدّرب وإنّما أيضاً للاعبين. 

والأهّم من ذلك، الجهد الذي يُبذَل في تطوير وتحسين الرياضة في فلسطين، حتى يستطيع المدرب تجنيد اللاعبين المحليين للعب في المنتخب الوطنيّ. 

وأخيراً، يحتاج المدربون لعب مباريات ودّية لاختبار التقنيات والتكتيكات وخطط اللعب واللاعبين قبل البطولات الكُبرى. 

لم يتوفّر لمكرم دبوبّ أي ممّا سبق، ولذلك فإن أيّة انتقادات طالته يجب أن تدرس الظروف السابقة حيث لا يملك المدرب قوى خارقة لتغيير المنتخبات والفرق بنقرة واحدة. 

والمشكلة التي تُنذر بالخطر الفساد الذي يحدث داخل الاتحاد الفلسطينيّ لكرة القدم، وفي الرياضة الفلسطينيّ. ذكرت شبكة القدس الإخباريّةفي قتٍ سابق من هذا الأسبوع أن وزارة الشباب والرياضة برئاسة اللواء جبريل الرجوب أنفق ما يقارب 70 مليون دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام 2021. حيث وظّف 158 فرداً منهم 25 مدير في الفئة “أ”، و20 مدير في الفئة “ب”، و54 مدير فئة “ج”). 

المشكلة أن النقود لا تُنفق على المنتخب أو الفرق الفلسطينيّة. 

خلال كأس آسيا 2019، تفاوض اللاعبون ليتقاضوا أجر يوميّ مجمله 1500 دولار لإجمالي الوقت الذي قضوه قبل البطولة وخلالها. وعندما وصل المنتخب الى الإمارات العربيّة المتّحدة ولقي ترحيباً حاراً من الجالية الفلسطينيّة هناك، والتي قدّمت للاعبين هديّة آيفون اكس. استغلّ الاتحاد الفلسطينيّ فرصة توزيع الهواتف وادّعى أنّه من اشتراها “كهديّة” بدلاً من الأجر اليوميّ المستحقّ لهم.

حقّق الاتحاد الفلسطينيّ بفضل اللاعبين الملايين والنتائج الناجحة في التأهل لتصفيات كأس آسيا وتصفيات كأس العرب. وكسب الأخير 750ألف دولار. وحتى يومنا هذا، لم يدفع الاتحاد مكافئات اللاعبين لتأهلهم. 

بينما يُدفع للمنتخبات الوطنيّة الأخرى في المنطقة في كلّ مباراةٍ يعبونها، وكلّ فوزٍ يحققونه. وعلى الرغم من كل هذه المشاكل، يظهر اللاعبون في المباريات ويضعون كلّ شيء على المحك. 

وإذا كنت تعتقد أن اللاعبين لا يهتمون، عليك فقط بالنظر الى مزيج العواطف التي اعترت للاعب محمد درويش واختبرها خلال الأسبوع الفائت. 

الانتقادات التي سنوجهّها للمدرب واللاعبين لاحقًا يجب أن يوضع في هذا السياق.

كان الوصول الى الأدوار الإقصائية في كأس العرب مهمّة شاقّة وبدون أيّ مباريات وديّة في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني (كان لدى الأردن أربع مباريات). عدنان حمد كان مدرباً لمنتخب الأردن بعد تسلّم مكرم دبوب لتدريب المنتخب الوطني بأربعة أشهر ولكّنه الأكثر من حيث عدد المباريات التي تمّ لعبها (9 مقابل 8). إذا كنت تتساءل عن سبب تأهل الأردن وعمان والإمارات وقطر إلى ربع النهائي، فذلك ببساطة لأنهم أفضل اتحادات كرة القدم في غرب آسيا وقد حققوا نوعًا من النجاح المستمر على مدار العقد الماضي نتيجة للتخطيط وإعطاء الأولوية للاعبين والرياضة قبل كل شيء.

تساؤلات حول اختيارات المدرب

خلال هذه البطولة، كانت فلسطين على دراية كاملة باللاعبين الأساسيين في الهجوم، والذين لمم يستطيعوا الانضمام الى المنتخب بسبب التزاماتهم مع نواديهم. ونعلم أن عبد الله جابر أصبح الآن شخصًا غير مرغوب فيه بسبب تجرئه على الوقوف أمام جبريل الرجوب، وكذلك الحال مع شهاب قُنبر (خاف من الطيران) الذي لم يستطع السفر الى الدوحة عبر الطائرة. 

كانت الظروف أقل ما تكون مثاليّة ولكنّ يمكن التخطيط لها، وعند اختيار قائمة مكونة من 23 لاعباً يجب أن تتأكد من حصولك على بديل لكلّ لاعب في كلّ مركز. 

عندما تمّ الإعلان عن القائمة الأولية المستدعاة، أشدنا بمكرم دبوب واتخاذه لقرارات صعبة عندما لم يستدعِ توفيق علي، الشاب الذي جعله دبوب الحارس الأساسيّ والأول. وكذلك نسبنا له الفضل عندما استبعد كلّ من خالد سالم وسامح مرابعه، عندما علمنا أن مصعب البطاط سيلعب المباريات الثلاثة الأولى في دوري المجموعات، بينما لم يكن استبعاد موسى فيراوي أمراً يستحق النقاش. 

وفي اللحظة تم فيها تشخيص معصب البطاط بفايروس كورونا، كان من الضروريّ استدعاء فيراوي، إلّا أن دبوب استدعى خالد سالم الذي بدأ كأساسيّ في مباراتين. 

لم تستخدم فلسطين أبداً جميع التبديلات الخمس في كأس العرب، وربما كانت هناك أسئلة حول جودة اللاعبين الموجودين على لائحة دكة البدلاء، ولكّن هناك أسئلة شديدة اللهجة حول التشكيلة. 

لم نفهم لماذا استدعى مكرم دبوب كلّ من موسى سليم ويزن العويوي بما أنه لا يوجد داعي للاعب وسط خامس في أي تشكيلة. 

يعتقد المعظم أن عبد السلام سلامة هو ظهير أيمن، ولكّن من الواضح أن كل من شاهده يلعب طوال مسيرته الكرويّة آنّه لاعب خطّ وسط دفاعيّ وذلك بسبب لعبه كظهير أيمن في دوري الدرجة الأولى- الضفّة الغربية، ولا يعني ذلك أنّه لا يستطيع لعب نفس المركز على الصعيد العالميّ. وبعد التألق الواضح ضد المغرب، محمد صالح تدّخل ولعب كلّ ما في وسعه ولكنّ كان في وسعه أكثر لو لعب في مركزه الأصليّ. 

وفي الأعلى من أرضيّة الملعب، لم يستخدم مكرم دبوب كلّ من على عدوي أو عبد الحميد حبيب بالرغم من حقيقة أنه كان من الممكن أن يكون هذان اللاعباْن مفيدان أثناء محاولة التسجيل على الأردن. 

اللاعب الوحيد في الأمام (الهجوم) الذي يحّق له أن يكون فخوراً بنفسه في هذه البطولة هو تامر صيام، الذي سجّل هدفاً وساهم في آخر وكان من الممكن أن يكون مساهماً في خمسة الى ستة أهداف لو سجّلها خالد سالم. 

ويمكن القول إن رئبال دهامشة أدى جيداً مقارنةً بأنه لا يزال في التاسعة عشرة من عمره. 

ويبقى السؤال قائماً: لماذا لم يستدعى لاعبون آخرون؟ فلسطين لديها من المهاجمين ما يمكن أن يحرج الخصوم، فمثلاً قدّم فادي زيدان أداءً جيداً في المباريات الوديّة ضد بنغلاديش وكازخستان في سبتمبر/ أيلول الماضي -بالتأكيد أفضل من خالد سالم- فلماذا لم يكن ضمن القائمة؟ 

إذا احتاجت فلسطين مزيداً من الخيارات للمهاجم الرئيسيّ، لماذا لم تستدعِ المحاربين القدامى من المنتخب الوطني؟ يبدو أن الدوري التايلنديّ في فترة توقّف وياسر إسلامي سيكون متاحاً. وكان ليتم استدعاء محمد بلح كذلك، بينما يبقى أحمد عوّاد مجمداً وممنوعاً عن اللعب الى الآن دون أي سبب واضح. 

لم تُستدعى هذه الأسماء ولم تضّمن ضمن القائمة الأوليّة للمنتخب والتي تضّم 35 لاعباً. كانت هناك بعض الأسماء العشوائية في هذه القائمة، حيث كانت مسيرة بابلو تامبوريني في حالة مزرية منذ عام 2018 لكن دبوب أراد استدعائه على الرغم من وفرة لاعبي خط الوسط المؤهلين.

في سياق متصل، رضوان أبو كرش والظهير الأيمن ذو الـ29 عاماً، ومحمد سامر الذي كان مصاباً ولكّنه ضمن القائمة الأوليّة وكذلك الحال مع داوود عرقيّ الذي لم يلمع أبداً مع المنتخب تحت 23 عاماً. 

يدّل ما سبق على انعدامٍ في البصيرة والتخطيط، والذهاب الى بطولة كبرى بدون خطط وسيناريوهات متخيّلة لكيفية اللعب أو اللاعبين وللبطولة الثالثة على التوالي، قام المدرب بخياراتٍ خاطئة. 

احتاجت فلسطين الى موسى فيراوي وخيارات أكثر في الهجوم، أو على الأقل، من لديك ثقة كبيرة فيهم ليكونوا هناك. 

رجل في الإدارة 

أشد نقد لاذع لمكرم دبوب؟ ربما كونه مرتبط بقرارات المديرين السابقين وبالتالي لا يحصل بعض اللاعبين على فرصة ثانية.

وهناك الكثير من اللاعبين الذي استحقّوها. كأحمد عوّاد الذي سبق ذكره، وكذلك الحال مع قلب الدفاع الشابّ ميشيل تيرمانيني كبديل (نادي كاظمة/ الكويت) وسعدو عبد السلام (رودوس/ اليونان) على سبيل المثال لا الحصر. 

وكذلك يتواجد لاعبون كأحمد ماهر الذي كان جيداً وأبلى حسناً في عدّة مواسم في دوري الدرجة الأولى- الضفة الغربيّة بعد أن حاول اللعب خارجاً مع نادي حسنية أكادير في المغرب والوحدات في الأردن. 

ويعتبر لاعب الوسط المهاجم واحداً من أفضل اللاعبين الذين تحدّثت عنهم خلال تغطيتي لأحداث المنتخب الوطني، وفي عام 2016، عندما لم يتم استدعائه في تشكيلة المنتخب الوطنيّ، ظهر ودعم زملائه من المدرّجات في دورا عندما كسحوا تيمور ليستي 7-0. ونشر هذا الفيديو على حسابه الخاصّ على تطبيق فيسبوك بعد خروج فلسطين من كأس العرب. 

27 فوزاً، 8 أهداف، وساهم في هدفٍ واحد ومحارب قديم في كأس التحدي الآسيويّ 2014 وكأس آسيا 2015- نقّدم لكم السيرة الذاتيّة لأحمد ماهر مع المنتخب الوطني. ونضيف الى ذلك حقيقة أنه كان جيداً على مستوى ناديه، مثل هذا الشخص يستحقّ أن يُبقى عليه في التشكيلة نظراً لوضعه وحالته.

إدارة منتخب وطنيّ يتطلب لمسات ناعمة، بمعنى أن هناك كثيراً من العمل على المستوى النفسيّ والتحفيزيّ. عليك أن تكون قادراً على مواكبة أداء 40-50 لاعبين وإبقائهم في حالة جيدة فيما يتعلق بالمنتخب. عندما يكون القرار صعباً ومتعلقاً باستبعاد جزءٍ منهم من القائمة، يستحقون على الأقل مكالمة هاتفيّة من المدرب وتفسيراً واضحاً لما فعل ذلك وكيف يمكن لهم أن يطوّروا من أنفسهم. 

حقيقة أن مكرم دبوب فشل ظاهريًا في القيام بذلك لا يبشر بالخير لأي نجاح مستقبلي يأمل في تحقيقه مع المنتخب الوطني.

مدرّب جديد؟ 

ردّ الفعل المتوقع واللاحق لخسارة أي بطولة كبرى يكون بطلب تغيير الطاقم التدريبيّ. طالب مشجعّو الفدائي برأس مكرم دبوب منذ تعيينه (يعني إقالته)، ويعتقدون أنه قريب جداً من أسلوب نور الدين ولد علي -المدرب السابق-. 

بالرغم من كونه مساعد ولد علي ولديه تفضيل غريب لبعض اللاعبين (خالد سالم على سبيل المثال)، فإنّه أفضل بكثير من ولد علي، حيث أن منتخبه يهاجم ويتقدم للأمام وريما لو أحرز خالد سالم هدفاً بعدما راوغ يزيد أبو ليلى -حارس المنتخب الأردنيّ- لانتهت المباراة بطريقة مختلفة تماماً. 

يجيب على مكرم دبوب أن يجيب على معظم الأخطاء التي حدثت في التشكيلة نظراً لخياراته وقراراته المتعلقة بالمباريات كعدم البدء بإجراءات التبديلات حتى الدقيقة 80 من المباراة ضد الأردن. 

ومع ذلك، فإن حقيقة الأمر هي أن مكرم دبوب أظهر قدرته على التغلب على أنواع شتّى من المنتخبات التي سنواجهها في تصفيات كأس آسيا في يونيو/ حزيران. خلال ثماني مباريات، سجل الفريق 16 هدفًا. وفي ذات السياق، خلال 33 مباراة رسمية، تمكن منتخب ولد علي من إحراز 31 هدفًا فقط.

من الممكن أن تتواجه فلسطين مع كلّ من اليمن وسنغافورة، مجدداً في التصفيات، حيث كان المنتخبان في الوعاء 3 و4 وقت كتابة هذه المقالة. وكل ما على فلسطين أن تفعله هو أن تكون في مقدمة منتخبين من نفس الجودة -العيار- وبذلك تحصل على تذكرة الى الصين 2023.

قام دبوب بعمل جيدّ مع منتخبه والنتائج التي حققها في نهائيات تصفيات كأس العالم وكذلك تصفيات كأس العرب، ولا يجوز إهمالها أو التقليل من قيمتها. ربما لو حصل على نوع الدعم الذي حصل عليه سلفه، لكانت النتائج أفضل بشكلٍ فارق. 

وكما أسلفنا في الذكر، عندما قلنا إن اللاعبين المميزين لم يستطيعوا الانضمام للبطولة (وادي، شحادة، دبّاغ، جابر، حمادة، البطاط والغول) فإنّه لم يستطع اختيار البدلاء الملائمين. إذا استّمر دبوب في منصبه، سيحتاج التونسيّ الى إعادة تقييم تشكيلة المنتخب. وربما لن يكون هناك مستقبل لخالد سالم، وإذا لم يستطع الثقة في كلّ من عدوي وعبد الحبيب، والعويوي وموسى سليم، وبما عليه أن يفسح المجال للاعبين آخرين بالانضمام للمنتخب الوطنيّ. 

في عالمٍ مثاليّ، تعيّن فلسطين مدرباً جديداً مع نظرةٍ لها القدرة على تحويل الكرة الفلسطينيّة. ستكون للمدرب الجديد القدرة على تجنيد الفلسطينيين في أوروبا والأمريكيتين ويدمجهم بلاعبين موهوبين لنقل المنتخب الى المستوى التالي. 

ومع ذلك، فنحن لا نعيش في عالم مثاليّ. فلن يستطيع حسين عموتة تدريب فلسطين. وسيبقى جبريل الرجوب رئيساً للاتحاد الفلسطينيّ لكرة القدم بالرغم من عدم وجود سجلّ جيد له يمكن القول أنّه يستطيع اختيار مدرب جيد. في الواقع، كانت عملية اختياره على مدار السنوات القليلة الماضية تتمثل في تعيين خيار رخيص-الثمن- يمثل بالفعل جزءًا من الموظفين.

إنّ خياراتنا تنفذ، وإذا كان الخيار التمّسك بمكرم دبوب أو تعيين فهد عتّال -الذي لا يمتلك أيّ خبرة، فمن الأفضل أن نتمسك بالشيطان الذي نعرفه مسبقاً

هل تريد أن تصبح جزءً من تشكيل نادٍ فلسطينيّ لكرة القدم؟ سجّل معنا وكن عضواً في نادي كنعان اف سي