تمكن حسام عايش من السيطرة مؤخراً على عناوين الأخبار منذ البطولة الأخيرة لكأس العرب للمنتخبات. وبعد أن تم الإعلان رسمياً بأنه سيلتحق بصفوف المنتخب الفلسطيني، أصبح هذا اللاعب الفلسطيني الأصل والمولود في السويد موضعاً للتكهنات خلال عامي 2017 و2018.
ولكن بعد ذلك الإعلان، بدأت الأعذار في الظهور حيث أنه في كل مرة كان هناك فرصة حقيقية لاشراكه في صفوف المنتخب الفلسطيني، كان يدعي التعرض لإصابة ما أو أن ناديه تدخل لمنعه من المشاركة مع المنتخب أو الإدعاء بأن الوقت غير مناسب فحسب.
وهذا بدوره أدى لظهور المزيد من التكهنات حول سبب عدم ارتداء حسام عايش لقميص المنتخب الفلسطيني بعد. فكانت هناك أسئلة تتراود حول إمكانية كونه خائفاً من التغييرات الإدارية المفاجئة في منتخب فلسطين عام 2018 وحول إمكانية أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد نسي أنه موجود.
كان من الممكن أن يكون عايش جزءًا مهماً في تشكيلة المنتخب الفلسطيني في نهائيات كأس آسيا لعام 2018، ولكنه اختار ملاحقة منتخب السويد وكان قد تلقى بالفعل استدعاء من منتخب السويد لكرة القدم “ب” في نفس الوقت تقريباً. إن اختيار الدولة التي ولدت فيها بدلاً من بلد أسلافك هي شيء، وقبول استدعاء من دولة لا تربطك بها علاقات ولا انتماء لك فيها شيء آخر تماماً.
وهذا هو ما حدث تماماً في عام 2022. حيث حصل حسام عايش على جواز السفر السوري بالرغم من عدم أهليته له وفقاً للقانون السوري. وبعد عذر آخر غريب منعه من الظهور لأول مرة في صفوف منتخب سوريا أمام المنتخب الإماراتي، تمكن من الخروج من مقاعد البدلاء أمام كوريا الجنوبية في مباراة أطاحت بآمال سوريا في التأهل إلى كأس العالم المنعقد في قطر لعام 2022.
والآن لا يوجد هناك طريق للعودة، حيث أصبح حسام عايش لاعباً لمنتخب سوريا.
لماذا رفض حسام عايش منتخب فلسطين؟
لم يقم حسام عايش أبداً بتوضيح سبب اتخاذه لأي قرار له علاقة بولائه لمنتخب بلاده فلسطين. وعندما اتخذ قراره باللعب لصالح منتخب فلسطين قال كلمته التي انتشرت على نطاق واسع: “اتبعت قلبي”
بعدما قضى ما يقارب العام والنصف بقميص المنتخب السويدي وبعد ثلاث سنوات من ذلك ، اختار عايش تمثيل منتخب سوريا. ما السبب وراء ذلك؟
أكدت مصادر متعددة لموقع منتخب فلسطين لكرة القدم “Football Palestine” أن والد عايش يكره جبريل الرجوب وهذا ربما كان السبب في التأثير على قرار ابنه في تغيير قراره الأول. ويُعرف حسام عايش بأنه شخص متقلب وتجنبه لارتداء قميص منتخب فلسطين لمدة 18 شهراً قد يكون أكبر دليل على ذلك.
وعندما طُرح عليه سؤال بخصوص عدم لعبه لمنتخب فلسطين في ذلك الوقت، صرح حسام عايش للمصادر أن اللعب لمنتخب فلسطين “سيؤثر على رعايته”.
بذل المنتخب السوري الكثير من الجهود الجبارة لضم عايش لصفوفهم، ولكنهم كانوا يقتربون من ضم لاعب مغرور بالرغم من أن مسيرته المهنية أصبحت في حالة ركود. هذا اللاعب الذي سيدخل عامه السابع والعشرين في أبريل القادم والذي سينتهي عقده في ديسمبر سوف يستغل على الأرجح تواجده في صفوف المنتخب السوري للحصول على صفقة مالية كبيرة في الخليج في عام 2023.
هل يعتبر هذا الأمر حقاً أمر سلبي لمنتخب فلسطين؟
أحد الثوابت الواضحة في معسكر منتخب فلسطين هو الإحترام المتبادل المتواجد بين اللاعبين. لا يوجد هناك أي نزاع بينهم. وفي حال كان هناك قدر بسيط من الاستياء، يقوم اللاعبون بوضعه جانباً ويركزون على المهام المطلوبة منهم.
وبسبب هذه الروح لم يسقط المنتخب الفلسطيني للقاع. حيث كانت الفترة التي قام بها المدرب نور الدين بن علي بتدريب المنتخب الفلسطيني فترة كارثية ومع ذلك استطاع المنتخب الفلسطيني أن يحقق فوزاً انتشر على نطاق واسع أمام منتخب أوزباكستان في تصفيات كأس العالم واستطاع الفوز على المنتخب الكويتي لأول مرة بتاريخه وقام بتحقيق أفضل حملة في بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم.
كانت ملاحقة اللاعبين المولودين خارج البلاد امراً حاسماً لتقدم منتخبهم ولكن ربما كان الانسجام في غرفة الملابس أكثر أهمية. لا يدخل دائما اللاعبين المولودين خارج فلسطين ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب فلسطين وهناك احترام متبادل بين اللاعبين مثل صالح شحادة (اللاعب الذي احترف في أوروبا) و عدي الدباغ (احترف في فلسطين و لعب في الخارج) ورامي حمادة (لاعب في الدوري الفلسطيني الممتاز)
عندما يدخل اللاعبين الذين يتسمون بالغرور الكبير والأنانية المفرطة وشخصية البريمادونا تشكيلة الفريق، فإن العامل الذي يجعل هذا الفريق مميزاً سيختفي.
عايش هو لاعب ليس بالجيد كما يظن. وهو ليس باللاعب الجيد الذي كنا نشاهده قبل 4 سنوات ونص. الثلاثي الذهبي لفريق أوسترسندزالسويدي ذهبوا جميعاً الى الدوري الانجليزي وهم سمعان قدوس وكين سيما والمدرب جرارهم بوتر. وبقي عايش مكانه في الدوري السويدي لكرة القدم ولم يبنى أبدأ موسم حافل لنفسه خلال عام 2018. حيث شهد ذاك الموسم تسجيله لخمسة أهداف فقط وصنعه لـ 15 تمريرة حاسمة خلال 33 مباراة شارك فيها في جميع المسابقات.
فما الذي حدث؟ غادر جراهام بوتير النادي. وذهب عايش الى نادي أي آف كي جوتيبورج السويدي. وأصبحت اهدافه منذ عام 2018 تتراجع مع مرور كل عام (6،7،9)
اذا كان هناك مركز واحد استطاع المنتخب الفلسطيني تغطيته، فهو الجناح ولم يعد هناك مكان لعايش فيه. وحتى كظهير أيمن فمن الصعب أن نرى عايش يتقدم على مصعب البطاط في ذلك المركز.
خسارة فلسطين لا تعتبر مكسباً لسوريا. وقد يكون من السابق لأوانه شطب مسيرته الدولية ولكن سوريا في أزمة كبيرة. وكان تواجدهم في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم كفيل بأن يخفي الكثير من العيوب حيث سجلوا أرقام قياسية بنسبة 100% أمام الفيلبين والمالديف وغوام وكان عليهم فقط التعامل مع مواجهة منتخب ممثال تعرض للكثير من الاختلالات للوصول للجولة الثالثة.
احراز نقطتان من أصل ثماني مباريات هو سجل مخجل حقاً خاصة بالنظر الى المواهب التي تلعب في صفوف المنتخب السوري. ولم تكن الأمور أفضل بكثير حين شاركوا في البطولات الأخرى. فقد أنهوا بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم 2019 في المركز الأخير بعد خسارتهم أمام فلسطين ولبنان. وفي كأس العرب، أهدرت سوريا فرصة ذهبية للتأهل الى الأدوار الاقصائية بخسارتها أمام موريتانيا.
ما الذي سيفعله وجود عايش لوقف الأزمة؟ وهل هو حقاً قادر على أن يفعل شيء ما لم يستطع أن يفعله خريبين والسومة والمواس وويس وعثمان مؤخراً؟ في الواقع أداءه المتراجع في الدوري السويدي لا يبشر بتاتاً بذلك.